المركز الثقافي خطوة لتطوير الفكر .. !

مهمة التطوير أو جسد التطوير يجب أن لا يقتصر فقط على المكان وما يحتاجه من خدمات أساسية كالسفلتة والإنارة والتشجير وإضافة أماكن للترفية والتنزه والتسوق للاستمتاع بالمكان .
بل لابد أن يشمل التطوير النهوض بإنسان ذاك المكان وطريقة تفكيره ونفض غبار ما بها من مسلمات عتيقة عفا عليها الزمن – أفكار تقليدية بائسة انعكست نتائجها على عدم تقدم وازدهار الأحياء والطرقات وصولاً إلى جذب المستثمرين ورجالات الأعمال ومؤسسي البراندات الشهيرة ولنا في ( بارق ) مثالاً واضحاً وجلياً على تأخرها رغم تاريخها العريق وتأسيس أول إمارة بها في العام 1343هـ .
يأتي المسؤول إلى المكان محملاً بالأفكار للتطوير والنهوض ثم يصطدم بواقع مرير من الاتجاهات السلبية وإجهاض تلك ( الأفكار ) ثم يركن ذاك المسؤول إلى العمل الروتيني حتى مغادرته للمكان وربما نقل لمن يأتي من بعده ذاك الفكر ( الغير مشجع ) حتى تولد لدى الأهالي أن هذه المحافظة قد تلبسها مس عدم التطوير وبقاءها على حالها رغم ما بها من ثروات وأماكن طبيعية وسياحية واعدة .
قبل ما يقارب شهرين تداول على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قام بتوثيقه أحد أبناء ( بارق ) في العام 1416هـ بكاميرا جوال قديم رصد من خلاله الشارع الرئيس بداية من وسط منطقة السوق ( محطة الغامدي ) باتجاه الجنوب وصولاً لحي الشرف لم يكن هناك فارق ( واضح ) عن ما نعيشه الآن في العام 1446هـ سوى تحديث الطريق وجعله مسارين طوال 30 عاماً مضت !
في الختام أُحب أن أشيد بالخطوة التي قام بها محافظ بارق الأستاذ إبراهيم آل منشط المتفردة في شكلها ومحتواها ومضمونها وهي تأسيس ( المركز الثقافي ) لمحافظة بارق وما سيقع على عاتقه من تطوير في مجالات وأنشطة عدة أبرزها الثقافي والاجتماعي والتنويري وما تبعها من اختيار الأكفاء لإدارته والمضي به قدماً لتحقيق أهدافه المنشودة كباقي المحافظات والمدن التي سبقتنا في ذلك .
ومضة
بعضنا ينام ليحلم بالنجاح .. والبعض الأخر يستقيض باكراً لتحقيقه ..
أسمى آيات الشكر والتقدير لسعادة المحافظ الاستاذ. إبراهيم عامر على ما نلمسه من حرص صادق وجهود مباركة في دعم مسيرة التنمية الشاملة بمحافظة بارق، وحرصكم الكبير على التعاون البناء مع كافة المهتمين والمبادرات المجتمعية والثقافية والإعلامية.
لقد كان لتوجيهاتكم الكريمة ومتابعتكم الدائمة بالغ الأثر في تعزيز الطموحات وتحقيق التطلعات، والمضي قدمًا نحو مستقبل مزدهر يرتقي بالإنسان والمكان، ويعزز من دور محافظة بارق كمركز ثقافي وحضاري يعكس أصالة التاريخ وعمق الانتماء الوطني.
فلكم منا كل الامتنان والتقدير، ونسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم في خدمة الدين والوطن، وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والاستقرار في ظل قيادتنا الرشيدة