بلا خصوصية

الكثير والغالبية العظمى لديهم في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة موطئ قدم ويختلفون بحسب اهتماماتهم في تغذية تلك ( المنصات ) بين ناشطاً وغير مهتم ومتابع ومعلن وذو محتوى جيد وأخر رديء ومؤدلج وموجهه وغث وسمين .. الخ

لكن ما يثير الدهشة والانتباه بحق خلال مروري على منصات التواصل أن ما كان عيباً بالأمس وغير مألوف وخارجاً عن القيم والآداب والأعراف بل قد تصل إلى أن مشاهدة تلك الخصوصية ورؤيته يعد ضرباً من الخيال بات متاحاً ويراهن ويفاخر بالمشاهدات التي قد يحصدها وحققها عبر تلك المنصة في عصر الرقمنة والذكاء الفضائحي .

خذ مثلاً أيها القارئ الكريم : سيدة في أول أيام زواجها تتباهي وهي توثق جهاز ( الحمل ) والخط الأحمر الذي يظهر تأكيد تخلق الجنين في أحشائها  ، وذهابها لمحلات الملابس لاختيار المناسب لقدوم طفلها الأول .. !

وأخرى تنشر فيديو مستفز للملابس ( العارية ) التي سترتديها حين عودة زوجها من عمله والعطور والمساحيق التي ستضعها على سحنة وجهها ، لتغيير معالم التعرية بعد إعدادها وجبة الغداء وما صاحبها من صوصات ومقبلات .. !

أما على الجانب الأخر فهناك فريق يبث عبر منصة ( التيك توك ) بجانب زوجته بلا حياء أو مروءة أو خجل باع ( قيمه ومبادئه ومعتقده )  تلك بحفنات من المال وسط ضحكات الطرفين أو ما يقال انه تنفيذ الأحكام ( أحكام التيك توك )  .. !

فعلاً لم يعد هناك خصوصية حتى بين الأزواج لمن سلم عقله وفكره لتلك المنصات وأصبحت المنازل معراه مكشوفة لمئات الملايين  وما يحدث بها ، اقُتحمت برضا أهلها من أجل المشاهدات تباً لها وما ستجلبه من مقابل  .

ختاماً أقول لهم : اصحوا من غفلتكم وسوروا منازلكم وأغلقوا كاميرات هواتفكم في بيوتكم فحين تصيبكم ( العيون ) الحاسدة أو الفاقدة لهذه النعم ستمضون أوقاتكم بين الذهاب للرقاة والمستشفيات وكان الأمر بأيديكم إقفاله ووقف خطره .

فاصلة : لا تجعل الوصول إلى الترند في الهاشتاقات أو القفز بالمشاهدات في مقطع فيديو على حساب خصوصية بيتك أو طفلك أو زوجتك . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى