اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية

في عالمٍ تتباين فيه العقول، وتتعدد فيه وجهات النظر، يبقى “الاختلاف” سمة صحية لا تهدد الود، بل تغنيه – قد نختلف في الفكر، في الرؤية، في التفاصيل اليومية… لكن القلوب السليمة تبقى أكبر من كل جدل، وأوسع من أي رأي.
كم من علاقة جميلة شُوّهت بسبب نقاش عابر؟ وكم من صداقةٍ دامت سنين، انكسرت فجأة لأن أحدهم لم يحتمل خلافًا صغيرًا ؟
ذات يوم، اختلف صديقان قديمان على رأي سياسي في مجلس بسيط، ارتفعت الأصوات، ثم افترقا، دون أن يتذكّرا عشرات المواقف النبيلة التي جمعتهما.
بعد سنوات، التقيا صدفة في مجلس عزاء، فكان الصمت أبلغ من كل تفسير… وندم كلٌّ منهما على خسارة لم يكن لها داعٍ.
الاختلاف لا يجب أن يكون طريقًا إلى التنافر، بل فرصة لفهم أعمق، ومساحة للتعايش المحترم.
فكما قال الإمام الشافعي رحمه الله :
” ما ناظرت أحدًا إلا وددت أن يُظهِر الله الحق على لسانه ”
هكذا يفكّر الكبار… حين يكون الهدف هو الحقيقة لا الانتصار ، فلنُحسن الاستماع، ولنتقبّل التنوع، ولنعذر من نحب.
فالعقول لا تتطابق ، لكن القلوب تستطيع أن تتآلف رغم الخلاف، إذا بقيت النيّة طيّبة، والاحترام حاضرًا .