عطاء مميز وبصمة لا تُنسى

حين يترجل الفارس عن صهوة جواده بعد رحلة شريفة في ميادين التعليم، يقف الجميع وقفة احترام وإجلال. هكذا نودّع اليوم الأستاذ أحمد عبد الرحمن الشريف، بعد تقاعده المبكر، تاركًا خلفه مسيرة تربوية ثرية ومضيئة، بدأت من مقاعد التعليم معلّمًا قدوة، ثم مشرفًا تربويًا متميزًا، إلى أن أصبح مديرًا لمكتب التعليم بمحافظة بارق ( سابقا ) ثم اختتم رحلته المباركة مديرًا لمكتب التعليم بمحافظة المجاردة.

لقد حمل على عاتقه أمانة التعليم والتربية، فكان أنموذجًا في القيادة التربوية المتزنة، يجمع بين الرؤية، والاتزان، والإنسانية، فارتقى بالأداء المؤسسي، وحرص على تحسين بيئة العمل، وتشجيع المبادرات التعليمية النوعية، وتعزيز القيم التربوية الأصيلة في أوساط المعلمين والطلاب على حد سواء.

ولم يكن عطاؤه عابرًا؛ بل كان أثرًا باقياً، إذ أسهم في صناعة أجيالٍ أصبحوا اليوم يتقلدون مناصب رفيعة، ويشار إليهم بالبنان، بما تعلموه على يد هذا القائد المربي، الذي غرس فيهم حب الوطن والانتماء والمسؤولية.

واليوم، وأنتم تغادرون ميدان العطاء، فقد تركتم إرثًا من القيم، والقيادة، والإخلاص. وسيبقى جهدكم الممتد جسرًا مضيئًا يعبر عليه الطلاب والمعلمون نحو التميز، وستظل ذكراكم محفورة في وجدان كل من عمل معكم أو تتلمذ على أيديكم.

إننا في هذا اليوم نقول لكم: شكرًا من القلب، ونسأل الله أن يجعل ما قدّمتموه في موازين حسناتكم، وأن يرزقكم الصحة والتوفيق والبركة في قادم أيامكم.

وفقكم الله أبا عبد الرحمن، وجعل التقاعد بداية جديدة لعطاءٍ آخر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى