“الغذاء والدواء” .. الأولى عالميًا في استخدام الذكاء الاصطناعي لتقليل مخاطر الأدوية

في خطوة غير مسبوقة، أطلقت الهيئة العامة للغذاء والدواء في عام 2023 أول آلية رقابية في العالم توظف الذكاء الاصطناعي لتقليل مخاطر المستحضرات الصيدلانية، بنظام تحليلي متكامل يعزّز من دقة القرار وسرعة الاستجابة ويرفع كفاءة سلامة الدواء في المملكة. إذ اسْتُخْدِم التعلم العميق، اعتمادًا على تحليل البيانات الواقعية لاختيار أنسب خطط تقليل المخاطر؛ ويُعدّ من النماذج المبتكرة عالميًّا.
بدأ هذا التحول النوعي عام 2021، حين طورت الهيئة أداة تقنية تعتمد على خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة تستند إلى ثلاث ركائز تحليلية: خبرة المختصين، وبيانات المرضى، وخصائص الدواء نفسه، لتشكّل نموذجًا تنبّؤيًّا عالي الدقة في تحديد المخاطر المرتبطة بالاستخدام الدوائي.
ويُعد هذا النهج نقلة نوعية في الممارسات الرقابية، إذ تعتمد معظم الجهات الرقابية في العالم على التقييم البشري فقط في اختيار أنسب خطط تقليل مخاطر الأدوية، وأمّا الهيئة فوسّعت نطاق التقييم ليشمل مصادر متعددة للبيانات ممّا أتاح فهمًا أدق للمتغيرات التي قد تؤثر على سلامة المستحضر، واختيار الأدوات الأنسب بناءً على بيانات واقعية.
أسهمت هذه الأداة في تسريع عملية التنبؤ بالمخاطر ورفع كفاءة قرارات التسجيل والتحديث والسحب، بناءً على معايير علمية قابلة للتطبيق الفوري. كما شكّلت الهيئة فريقًا وطنيًا مختصًا لتطوير هذا النظام، وتعزيز قدرات الكوادر السعودية على توظيف هذه التقنية الذكية لخدمة التشريعات والرقابة الدوائيّة.
ويأتي هذا التوجّه ضمن إستراتيجية شاملة تقودها الهيئة لتعزيز مكانة المملكة في مجال الرقابة على الغذاء والدواء، وتأكيد ريادتها في توظيف التقنيات الحديثة لسلامة صحة الإنسان.