أفسحوا الطريق للمبدعين ..

في عالم تتسارع فيه التحولات، لم تعد المجتمعات تُقاس بما لديها من موارد فقط، بل بما تُنتجه من فرص، وما تتيحه من بدائل، وما تمنحه من مساحات حقيقية للمبدعين. فإيجاد البدائل في كل مجال لم يعد ترفًا تنظيميًا، بل بات ضرورة تنموية، وخيارًا استراتيجيًا يضمن استمرار النجاح وتجدّد المسار.
لقد أثبت الواقع أن التعويل على ذات الأسماء والوجوه في مختلف المؤسسات والقطاعات يُنتج حالة من الجمود، ويغلق الباب أمام طاقات جديدة لم يُتح لها التعبير عن قدراتها. أما حين يُمنح البديل فرصته، وتُفسح الساحات لأصحاب الإبداع والكفاءة، فإننا نشهد تحولات حقيقية لا على مستوى الأداء فحسب، بل على مستوى الأثر المجتمعي أيضًا.
في مبادرة العطاء الرقمي، على سبيل المثال، شق شباب من أطراف المملكة طريقهم نحو التميز، وابتكروا حلولًا تقنية أثارت إعجاب العالم، بعد أن مُنحوا الثقة والمساحة. فالمبدع لا يحتاج سوى بيئة حاضنة، وعدالة في التمكين، ليضيء طريقه وطريق غيره.
إن المؤسسات – حكومية كانت أو أهلية – بحاجة اليوم إلى مراجعة داخلية شجاعة: أين مواقع الجمود؟ وأين مكامن الفراغ؟ ومن هم أولئك المبدعون الذين ينتظرون من يلتفت إليهم ؟ فالأوطان لا تنهض بالجهد وحده، بل بالتوزيع العادل للفرص، وبالاعتراف الصادق بمن يصنعون الفرق.
الموهبة إن لم تُكتشف وتُدعم، تذبل وتنطفئ، لكنها إن احتُضنت، أبدعت وصنعت المستحيل. ونحن أمام فرصة تاريخية أن نبني ثقافة تمكين حقيقية، تنطلق من مبدأ “العطاء لا الانتماء”، والجدارة لا الاسم”.
خاتمة
أوجدوا البدائل… وافتحوا الطريق للمبدعين… وهنا يبدأ الفارق .