” المحشوش الجيزاني ” .. عبق التراث والأصالة في كل ” قضمة “

في قلب منطقة جازان، تتربع أكلة ” المحشوش” كإحدى أيقونات المطبخ الجيزاني العريق- هذا الطبق الشهي، الذي يجمع بين النكهات القوية والبهارات الأصيلة، ليس مجرد طعام، بل قصة تراثية تُحكى مع كل قضمة اذ ينتظرها أهالي المنطقة سنوياً وبكل شوق ولهفة .
سبب التسمية
وسميت ” محشوش ” بسبب الطريقة التي تُقطع بها اللحم ، وهي تقطيع كميات من اللحم والشحم إلى أجزاء صغيرة متساوية الحجم غالباً وهو ما يدعى محليًا بـ ” الحش ” .
أصل اكلة المحشوش
يُعتقد أن ” المحشوش ” تعود جذوره إلى الموروث الجيزاني الشعبي الذي يبرز أهمية اللحوم في الولائم والاحتفالات ، ويُقال إن الكلمة نفسها تُعبّر عن ” اللحم المليء بالدسم والنكهة ” – وهو ما يقدمه هذا الطبق بالفعل!
طريقة تحضيره
يُصنع من لحم الخروف وشحمه، وهو يشبه القديد والمقلقل، ويصنع خصوصًا من لحم خروف الاضاحي ، إذ يقطع اللحم والشحم قطعًا صغيرة ويوضع الشحم أولا حتى يخرج منه ما يسمى محلياً” بالصليل” في قدر مصنوع من الحجر، ثم تُدور حتى يذوب الشحم ويتقمر اللحم، ثم يضاف إليه الهيل والقرفة والملح، ويفرغ بعد ذلك في قدور حجرية أصغر حجمًا، ويترك حتى يجمد ويصبح أبيض اللون، وما يتميز به المحشوش هو عدم تعرضه للعفن ولا تنتهي فترة صلاحيته بوصفه غذاءً وإنما يبقى لأشهُر، شريطة عدم وصول الماء أو الأيدي إليه.
لمسة من التراث
ما يميّز المحشوش الجيزاني ليس فقط نكهته القوية، بل روح الضيافة التي تحيط به. فهذه الأكلة تُقدّم عادةً في عيد الأضحى، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء لتبادل الأحاديث والضحكات على وقع رائحة المحشوش الزكية
لماذا يعتبر المحشوش مميزًا ؟
لأنه يجمع بين الطراوة والدسم الغني ،وأيضا نكهته الحارة والفواحة التي تعكس طبيعة أهل جازان المليئة بالحرارة والحيوية ويُقدّم كرمز للكرم والاحتفال في المنطقة.
مشهد لا يفوت
تخيل قدرًا نحاسيًا قديمًا يتصاعد منه البخار المعطّر بالبهارات، وحوله رجال ونساء يروون قصص الماضي ويضحكون – هنا تولد حكاية ” المحشوش ” مع كل مناسبة.